الحدث مؤسف والنتائج كارثية والموقف يدعو إلى الألم ويعمق الحزن خوفاً على سلامة الوطن بأسره، فأحداث ماسبيرو وهى تصعيد غير مسبوق فى ضوء الفعل ورد الفعل الحادث منذ فترة زمنية ليست بالقليلة فى إطار العلاقة الإسلامية المسيحية، الشىء الذى يجعلنا أن نضع الأمور فى نصابها السليم والصحيح فى الوقت القريب جداً، أولاً: لا أحد ينكر أن هناك مشاكل للأقباط وهناك تمييز ضدهم ويحدث منذ فترات تاريخية نتيجة للتراكم الكمى والكيفى على المستويات السياسى والاجتماعى والثقافى الناتجة من أنظمة حكم فاسدة أو علاقات اجتماعية مختلة، وبالرغم من حدوث تطور نوعى وكيفى إيجابى لمشاكل الأقباط نتيجة للتطور الديمقراطى وحقوق الإنسان، ظلت مشكلة بناء الكنائس مشكلة مؤرقة ومستفزة لإجماع الأقباط وما لها من تأثير على العاطفة الدينية التى تربط العقيدة وقدسيتها بدور العبادة ناهيك عن أنها حق إنسانى ودينى ودستورى لكل مصرى، وبالرغم من أن التظاهر حق دستورى للجميع ومع ذلك لا نستطيع أن نقول إن المظاهرات عقب أى مشكلة خاصة بالكنائس تقصد الحدث بذاته ولكنها تستثمر الحدث وتتظاهر للتعبير عما هو كامن فى الضمير الجمعى للأقباط من إحساس بالتمييز ضدهم، ثانياً: التظاهر مشروع للأقباط ولكن كان الأمل بعد مشاركة الأقباط فى ثورة يناير أن يتخلصوا من السلبية السياسية وينضموا إلى الأحزاب السياسية، كل حسب توجهاته، فالمشاركة السياسية هى الخطوة الصحيحة على طريق حل مشاكل الأقباط، فالمطالبة فى إطار سياسى يعطى المشكلة بعداً سياسياً غير البعد الطائفى الذى كُرس بإعلان ماسبيرو للأقباط وأخطأو عندما رفعوا رموزاً دينية تحت قيادة رجال دين، مما يخلق رد فعل سلبى من الآخر فى التعامل والمشاركة فى حل مشاكل الأقباط، ثالثاً: هناك تصعيد نوعى فى استعمال السلاح بطريقة غير مسبوقة، فهل قام بهذا الأقباط مسقطين كل القيم المسيحية الداعية إلى حب الأعداء؟ هل تم اختراق الحشد القبطى ممن لهم مصلحة فى إثارة الفتنة؟ هل تعمدت الأقباط إثارة الفوضى غير الخلاقة للإساءة لمصر وللثورة؟ هل هذا مدخل يبرر للمأجورين التدخل الأجنبى؟ هل هناك علاقة لما حدث بهؤلاء الذين يتاجرون بالأقباط والذين أعلنوا قيام الدولة القبطية؟ هل لهذا علاقة بالإعلان الوضيع الذى طلب من النتنياهو حماية الأقباط؟ الأسئلة كثيرة ومشروعة لابد من الإجابة عليها حتى نخرج من عنق الزجاجة، رابعاً: ما حدث ليس بالهين ولا البسيط، لأنه سيترك آثاراً سلبية فى العلاقة بين أبناء الوطن، ولهذا كفى طبطبة وكفى إسقاطا للقانون، فالحل الأمنى فقط لا يجدى، ولابد من تطبيق القانون على كل من تسبب فى هذه الفتنة، ويريد إشعالها للوصول إلى أهداف غير وطنية وضد المصريين، خامساً: الفتنة يسعى إليها أكثر من جهة داخلية وخارجية فى الوقت الذى تهدد فيه هذه الفتنة سلامة الوطن، فهل نشرع من الآن فى مواجهة هذه الفتنة؟ الجميع مدان والجميع مسؤول والإثارة والشحن من الطرفين والقنوات المثيرة للفتنة على الجانبين، نعم لابد من إصدار قوانين بناء الكنائس وقانون ضد التمييز، ولكن فلنعلم أن القوانين وحدها لا تكفى ولابد من من تهيئة الشارع لهذا القانون حتى يطبق، فكم من دساتير وقوانين وقرارات لا قيمة لها على أرض الواقع.
سادساً: هناك من يثير الفتنة فى الداخل والخارج من الطرفين وهم تابعون وممولون من جهات خارجية لابد من محاصرتهم ومحاكمتهم إذا تأكدت التهم عليهم، سابعاً: المشكلة جاءت بالتراكم، والحل سيكون بالتراكم ومطلوب الإسراع فى تجسيد حلول للتراكم أولها وأهمها كيف نرصد بناء الوطن على أرضية سياسية حتى ننجز بناء الدولة التى تعلى من المواطنة حتى تحل مشاكل كل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة