يراقب العالم تطورات الوضع بين روسيا أوكرانيا، فى ظل مخاوف أن يتحول الصراع لمستمر منذ أكثر من 1000 يوم إلى استخدام الأسلحة النووية، وهو الذى سيكون نقطة تحول عالمية.
وكانت روسيا قد استخدمت سلاحا باليستيا جديدا فائقا لسرعة الصوت فى شن هجوم على أوكرانيا، ردا على سماح الغرب لها باستخدام صواريخ طويلة المدى داخل الأراضى الروسية.
وساد القلق بين دول الجوار، حيث قال رئيس وزراء بولندا إن الحرب فى أوكرانيا تدخل مرحلة حاسمة مع شن روسيا هجوم بصاروخ باليستى جديد ، مما يظهر أن التهديد بصراع عالمى خطير وحقيقى، بحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية.
وجاء تحذير دونالد توسك فى الوقت الذى عقد فيه الناتو ومسولو أوكرانيا محادثات طارئة على خلفية إطلاق موسكو صاروخا صوتيا جديد فى هجوم على منطقة دينبرو.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد قال إن إطلاق الصاروخ هو رد على استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية وبريطانية طويلة المدى على أهداف فى روسيا، وأصدر الرئيس الروسى تهديدا واضحا بأن موسكا لديها الحق فى ضرب أى بلد غربى يقدم مثل هذه الأسلحة لأوكرانيا. وأوضح رئيس وزراء بولندا دونالد توسك الخطر فى أوكرانيا، التى تشارك بولندا جزءا من حدوها، قائلا إن الحرب فى الشرق تدخل مرحلة حاسمة، ونشعر أن المجهول يقترب، مشيرا إلى أن الساعات الماضية أظهرت أن التهديد خطير وحقيقى فيما يتعلق بالصراع العالمى.
وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن العالم بحاجة لأن يظهر استجابة جدية لإطلاق روسيا الصاروخ، وأن يظهر أن هناك عواقب حقيقية. وأضاف أن وزارة الدفاع فى بلاده تعمل مع الحلفاء والشركاء لتطوير دفاعات جوية للحماية من المخاطر الجديدة التى تواجهها بلاده.
وكانت أوكرانيا قد استخدامت الأسبوع الماضى صواريخ ستورك شادو بريطانية الصنع وانظمة صواريخ ATACMS الأمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، بعد أشهر من مناشدات زيلينسكى للسماح له باستخدام الصواريخ التى يصل مداها ما بين و150 و190 ميلا.
وردت روسيا بتصعيد تهديداتها فى الغرب. وفى يوم الخميس، والذى كان اليوم الـ 1000 لبدء الحرب الروسية الأوكرانية، وقع الرئيس الروس مرسوما بتحديث العقيدة النووية لروسيا بما يجعل أى هجوما تقليديا على روسيا من جانب دولة مدعومة بقوة نووية بمثابة هجوم مشترك على البلاد.
وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إنهم سيواصلون اختبارات الصواريخ الباليستية الفائقة السرعة، واتخذوا بقرار ببدء إنتاج الصاروخ الجديد على نطاق واسع.
وأضاف بوتين أن لا أحد آخر في العالم لديه سلاح مثل الصاروخ الباليستي الروسي "أوريشنيك"، وتطوير الأنظمة الصاروخية الباليستية أمر حيوي في ظل التهديدات الجديدة. وتابع بوتين أنه لدى روسيا إمدادات من الأنظمة الجاهزة للاستخدام مثل الصاروخ الباليستي "أوريشنيك".
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على هذه التطورات، وقالت إن روسيا، بإطلاقها صاروخا باليستيا جديدا ذى قدرات نووية على أوكرانيا، تهدد كييف وحلفائها الغربيين بهدف وقف الضربات الأوكرانية لأهداف على الأراضى الروسية بأسلحة قدمها الغرب.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم على مدينة دينبرو قد أثار المخاوف فى الغرب بشأن حدوث تصعيد كبير فى الحرب، ودفع روسيا للمطالبة بقدرات دفاع جوى جديدة من واشنطن للمساعدة فى اعتراض هذا النوع من الصواريخ الروسية.
إلا أن المحللين والمسئولين فى أوكرانيا والغرب يقولون إنه فى حين أن الهجوم كان مصحوبا بزيادة كبيرة فى بيانات التهديد، إلا أنه فى النهاية ليس أكثر من تهديد من قبل الكرملين.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الناتو فرح دخل الله، قولها إن موسكو تهدف إلى تخويف من يدعمون أوكرانيا، مضيفة أن استخدام هذه القدرات لن يغير مسار الحرب أو يردع حلفاء الناتو عن دعم كييف.
وأطلقت الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الروسى. وقالت إن الصاروخ حلق بسرعة تضاعف 11 مرة سرعة الصوت واستغرق 15 دقيقة للوصول إلى دنيبرو من منطقة أستارخان الروسية الساحلية. وكان يحمل رؤوسا حربية، كل واحد منها يحتوى على ست ذخائر إضافية.
وقالت واشنطن بوست إن المراقبين يشككون فيما إذا كانت روسيا تمتلك ما يكفى من الصواريخ لشن مثل هذه الضربات بانتظام، وقالوا إن الهجوم ربما كان مدفوعا بمخاوف حقيقية فى روسيا بشأن كيفية مواصلة إمداد الخطوط الأمامية إذا تمكنت أوكرانيا من استهداف مستودعات الأسلحة الرئيسة ومواقع الدعم الخلفى الأخرى بالصواريه الغربية.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني: "هذه بالتأكيد محاولة لترهيب الغرب ومحاولة لإجبار الغرب على عدم مساعدة أوكرانيا. ولكن من ناحية أخرى، هذا أيضًا مظهر من مظاهر الذعر المطلق الذي يشعر به بوتن نفسه".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يدرس تعيين ريتشارد جرينيل، رئيس استخباراته السابق، مبعوثا خاصا للصراع بين روسيا وأوكرانيا، بحسب ما ذكرت أربعة مصادر مطلعة على خطط الانتقال.
وأشارت الصحيفة إلى أن جرينيل، الذى عمل سفيرا لدى ألمانيا فى عهد ترامب وتولى منصب القائم بأعمال مدير الاستخارات الوطنية، سيلعب دورا بارزا فى جهود الرئيس المنتخب لوقف الحرب لو تم التصديق على ترشيحه لهذا المنصب.
وفى حين أنه لا يوجد حاليا مبعوثا مخصصا لحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترامب يفكر فى استحداث المنصب، وفقا لأربعة مصادر رفضت الكشف عن هويتها.
وقالت المصادر إن ترامب قد يقرر فى النهاية عدم تعيين مبعوث خاص للصراع فى اوكرانيا، رغم أنه يفكر بقوة فى القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار شخصا أخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن جرينيل سيقبل تولى المهمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة