أصداء واسعة لتهديد ترامب بالتعريفة الجمركية.. خبراء يحذرون من ارتفاع التضخم داخل الولايات المتحدة.. رئيسة المكسيك فى خطاب للرئيس المنتخب: مصالحنا المشتركة فى خطر.. والخضراوات والفواكه أكثر السلع تأثرا فى أمريكا

حالة من القلق أعرب عنها الكثيرون بعد تهديد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية على كندا والمكسيك والصين.

وتركزت المخاوف على تأثير تهديد ترامب، حال تنفيذه على التجارة العالمية، ومخاوف من رفع مستوى التضخم داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث تستورد الولايات المتحدة حوالى 60% من الفواكه الطازجة، وحوالى 40% من الخضراوات الطازجة بشكل عام. ومن بين الدول التي تصدر لها هذه المنتجات، تعد المكسيك أكبر مساهم، بما يعنى أن المستهلكين الأمريكيين يمكن أن يشهدوا ارتفاع الأسعار بعض منتجات البقالة لو مضى ترامب فى تهديده بفرض تعريفة جمركية قدرها 25% على كل السلع التي تاتى إلى الولايات المتحدة عبر حدودها الجنوبية.

ووفقا لبيانات جامعة كاليفورنيا، فإن المكسيك هي المورد الأجنبى الرئيسى للطماطم والأفوكادو والفراولة والتوت والفلفل الحلو.

وأصر ترامب أن الدول المصدرة ستدفع تكلفة أي تعريفة تسعى بلاده لفرضها، إلا أن خبراء الاقتصاد يقولون إنه فى أغلب الحالات، فإن الشركات المستوردة، التي تتركز فى الولايات المتحدة، ستتحمل هذه التكاليف، وفى كل الحالات تقوم بتمرير هذه الارتفاعات للمستخدم النهائي، وهو المستهلك الأمريكى.

لكن نفس الخبراء لا يزالوا يعبرون على قلقهم من أن مقترحات ترامب الخاصة بالتعريفة الجمركية التي ستفرض 25% رسوم على الواردات الكندية والمكسيكية، و10% إضافية على الواردات القادمة من الصين، سترفع التضخم. وقال المحللون فى جولدمان ساكس مؤخرا أن خطط ترامب الأخيرة قد تؤدى على ارتفاع نسبة التضخم حوالى 1%.

لكن المحللين يصرون أيضا على أن إعلان ترامب ليس أكثر من تكتيك تفاوضى، وليس عملا ينوى القيام به. فبيانه الأخير، على الأقل الجزء المتعلق بالصين، اقترح تعريفة أقل من تلك التي اقترحها خلال حملته الانتخابية.

من جانبها، حذرت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم من عواقب وخيمة حال فرض التعريفة الجمركية على كل من الولايات المتحدة والمكسيك. وقالت فى خطاب أرسلته إلى الرئيس ترامب وقرأته فى مؤتمر صحفى إن التعريفة الواحدة سيتبعها أخرى وهكذا، حتى نضع مصالحنا المشتركة فى خطر، وحذرت من أن التعريفة ستسب التضخم والقضاء على فرص العمل فى كلا البلدين.

من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية ضارة على كندا والمكسيك والصين قد تكون في نهاية المطاف رهانًا أوليا لمحاولة استخدام قوة السوق الأمريكية لإقناع الدول الأخرى بوقف تدفق المخدرات والمهاجرين عبر حدود الولايات المتحدة.

ولكن حتى لو كان التهديد بفرض تعريفات جمركية ضخمة على بعض أكبر اقتصادات العالم تكتيكًا تفاوضيًا، فهو أيضًا خدعة لها عواقب حقيقية فورية.

فقبل أن يضع ترامب قدمه في المكتب البيضاوي، كان تهديده بفرض تعريفات جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لأمريكا في أول يوم له في منصبه يتردد صداه في جميع أنحاء العالم، مما صدم الشركات الدولية، وهز العلاقات الدبلوماسية، وأثار تساؤلات حول صفقتين تجاريتين كبيرتين تفاوض عليهما ترامب خلال ولايته الأولى.

لقد استنكرت مجموعات الأعمال على الفور إعلان ترامب في وقت متأخر من يوم الاثنين أنه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25٪ على جميع السلع من كندا والمكسيك وتعريفات جمركية بنسبة 10٪ على المنتجات من الصين، وقالت إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تسبب ضررًا اقتصاديًا.

وسارع المسئولون الأجانب إلى طمأنة إدارة ترامب القادمة بأنهم كانوا يعملون على وقف المخدرات والمهاجرين من دخول الولايات المتحدة، في حين حذروا من أنهم مستعدون أيضًا للتراجع وفرض تعريفات جمركية خاصة بهم على الصادرات الأمريكية.

وتقول نيويورك تايمز: "ربما كانت تهديدات ترامب تهدف إلى إسكات المستثمرين والاقتصاديين الذين تساءلوا مؤخرًا عما إذا كان الرئيس المنتخب سيمضى قدمًا في فرض الرسوم الكبيرة التي وعد بها أثناء حملته الانتخابية. في الفترة التي سبقت الانتخابات، تعهد السيد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60٪ على السلع من الصين وضريبة لا تقل عن 10٪ على جميع الواردات الأخرى. مثل هذه الخطوة يمكن أن تشعل حربًا تجارية عالمية، مما يؤدى إلى تباطؤ الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.