رضا فرحات

مصر وصناعة السلام فى غزة.. جهود دبلوماسية وإنسانية لإنقاذ المنطقة

الخميس، 16 يناير 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جاء اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، الذى تحقق بجهود مصرية حثيثة، ليبرز مرة أخرى الدور المحورى لمصر كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والسلام فى منطقة الشرق الأوسط وهذا الإنجاز لم وليد اللحظة، بل كان نتاج رؤية سياسية متكاملة ومواقف تاريخية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى قدرة مصر على إدارة أزمات معقدة تشهدها المنطقة.

إن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تبنت مقاربة سياسية قائمة على دعم الشعب الفلسطينى، والعمل على احتواء التحديات الأمنية والسياسية التى تهدد استقرار المنطقة وفى هذا الإطار، تكثفت الجهود الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية، حيث أجرى الرئيس السيسى سلسلة مشاورات مستمرة مع قادة العالم على المستويين الإقليمى والدولى، من أجل تأمين الدعم اللازم لوقف التصعيد فى غزة، ولم تقتصر الجهود المصرية على التحركات السياسية فحسب، بل شملت مفاوضات ماراثونية قادتها الأجهزة المعنية مع كافة الأطراف، بما فى ذلك الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وكان الهدف الأساسى هو التوصل إلى صيغة تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل مستدام، بما يحقق مصالح الشعب الفلسطينى ويحافظ على استقرار المنطقة، ونجحت مصر بحنكتها السياسية فى تجاوز هذه العقبات، مستندة إلى خبرة طويلة فى إدارة الأزمات الإقليمية.

إلى جانب دورها الدبلوماسى، قدمت مصر نموذجا إنسانيا يحتذى به فى استجابتها السريعة للأزمة الإنسانية فى قطاع غزة وفتحت معبر رفح لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية والفرق الطبية، واستقبلت المستشفيات المصرية عشرات الجرحى لتلقى العلاج اللازم وأكدت هذه التحركات أن مصر لا تنظر إلى القضية الفلسطينية من منظور سياسى فحسب، بل ترى فى الشعب الفلسطينى شريكا فى المصير، وأمن غزة واستقرارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى وحملت هذه الخطوات الإنسانية رسالة واضحة للعالم بأن مصر ستظل نصيرا للشعوب المظلومة، وأنها مستعدة لتحمل أعباء أكبر لضمان استقرار المنطقة وحماية الشعوب من الكوارث الإنسانية.

لم يكن الوصول إلى هذا الاتفاق أمرا سهلا فقد واجهت مصر تحديات كبيرة على المستويين الإقليمى والدولى، أبرزها الضغوط الدولية والانقسامات فى الرؤى بين القوى العالمية حول كيفية إدارة الأزمة ورغم هذه التحديات، أثبتت القاهرة قدرتها على إيجاد توازن بين الأطراف المتصارعة، مع الحفاظ على موقفها المحايد الذى عزز من ثقة جميع الأطراف فى دورها كوسيط، ونجاح مصر فى تجاوز هذه العقبات لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لسياسة متوازنة تجمع بين العمل السياسى والدبلوماسى والتحرك الإنسانى، وهذه السياسة أكدت أن مصر لا تسعى فقط إلى وقف التصعيد، بل إلى تحقيق حلول مستدامة تضمن استقرار المنطقة وحقوق الشعب الفلسطيني.

إن استمرار مصر فى لعب دورها التاريخى والريادى فى دعم القضية الفلسطينية يتطلب أيضا دعما دوليا أكبر، ليس فقط للحفاظ على هذا الاتفاق، بل لدفع الأطراف المختلفة نحو مفاوضات جادة تهدف إلى تحقيق السلام الشامل وما حققته مصر فى ملف وقف إطلاق النار فى غزة ليس مجرد نجاح دبلوماسى، بل هو رسالة أمل بأن الحلول السياسية لا تزال ممكنة، وأن هناك فرصة لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط وأن مصر، بتاريخها ومواقفها الثابتة، أثبتت مجددا أنها صمام أمان المنطقة وقلبها النابض ويعكس الدور المصرى فى غزة التزاما أخلاقيا وسياسيا تجاه الشعب الفلسطينى، ويمثل نموذجا يحتذى به فى كيفية دمج العمل السياسى مع التحركات الإنسانية لتحقيق الأهداف الكبرى.

إن مصر تستحق التقدير لما تبذله من جهود متواصلة لدعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال الوساطات الدبلوماسية أو تقديم الدعم الإنسانى ويجب أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار نقطة انطلاق نحو مفاوضات جادة تهدف إلى تحقيق حل الدولتين، كسبيل وحيد لتحقيق السلام الدائم والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم بأسره مطالب اليوم بدعم الجهود المصرية والعمل على استثمار هذا الإنجاز للدفع نحو سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، ويعيد للمنطقة استقرارها المفقود.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة