أسواق الطمع الإلكتروني.. حين تتحول الأحلام إلى فخ.. الداخلية تلاحق أفاعى التسوق الإلكترونى.. بريق الدولار يطفئ أحلام البسطاء وشباك النصابين تسقط ضحايا الطمع.. وتحويشة العمر تذوب في جيوب المحتالين

الأربعاء، 11 ديسمبر 2024 04:00 م
أسواق الطمع الإلكتروني.. حين تتحول الأحلام إلى فخ.. الداخلية تلاحق أفاعى التسوق الإلكترونى.. بريق الدولار يطفئ أحلام البسطاء وشباك النصابين تسقط ضحايا الطمع.. وتحويشة العمر تذوب في جيوب المحتالين جرائم النصب الإلكتروني- أرشيفية
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في مشهد يكتنفه بريق الوعود الزائفة وعبق الأرباح الوهمية، تتحول شاشات الكمبيوتر والهواتف المحمولة إلى بوابات لسرقة الأحلام.

عالم التسوق الإلكتروني، الذي وُلد من رحم التطور التكنولوجي، صار أرضًا خصبة لأفاعي النصب، الذين يتسللون بخبث تحت عباءة الربح السريع والإغراء المالي، ليتركوا ضحاياهم على رصيف الحسرة والندم.

من "المستريحين" إلى قراصنة العصر الرقمي


لم يكن مفهوم النصب وليد اليوم، فثقافة الطمع التي تجري في عروق البعض خلقت على مر العصور نصابين محترفين، يجدون في الأحلام الوردية ضالتهم المثلى.

من "المستريح" الذي ادعى تشغيل الأموال في مشاريع زراعية، إلى المتحايل الإلكتروني الذي يوهم ضحاياه بتحويل أفكارهم إلى مشاريع رقمية مربحة، الرابط دائمًا واحد: مواطن طامع وأفعى تقتنصه بخداعها، لا جرم أن الطمع هو العدو الخفي هنا، فطالما أن هناك من يحلم بالثراء السريع، سيبقى هناك من يجيد العزف على أوتار تلك الأحلام، ليدفع الضحية إلى تصديق المستحيل.

تحويشة العمر بين أيدي الذئاب الرقمية


المشهد أكثر قسوة حين ندرك أن بعض الضحايا لا يضعون أموالًا عابرة في هذه الفخاخ، بل يضعون "تحويشة العمر"، أموال تراكمت بعرق الجبين وسهر الليالي، لتختفي بين يدي نصاب يدغدغ مشاعرهم بوعد الأرباح الخيالية بالدولار.

يبدأ السيناريو بخطوات مدروسة: وعود بالثراء، أرباح أولية لكسب الثقة، ثم الهروب الكبير، تاركًا وراءه ضحايا يعانون المرض أو حتى الموت بسبب الصدمة، تلك القصص ليست من وحي الخيال، بل وقائع حقيقية وثقتها ضبطيات الأمن في الأشهر الأخيرة.

آخر صيحات النصب كانت تحت غطاء "التسوق الإلكتروني"، حيث استغل النصابون شغف الناس بالتكنولوجيا لتحقيق أطماعهم.


النصب الإلكتروني


في إحدى أبرز القضايا التي كشفت عنها وزارة الداخلية، تم ضبط شخص بالقاهرة يدير شركة وهمية للتسويق الإلكتروني، مستغلًا منصات التواصل الاجتماعي لاستقطاب ضحاياه.

الوعد كان مغريًا: "سنحول أفكاركم إلى مشاريع تجارية، وستجنون أرباحًا بالدولار،" الواقع؟ مجرد وهم، عندما داهمت الشرطة مقر هذا النصاب في التجمع الخامس، كانت الأدلة واضحة: أجهزة إلكترونية، بطاقات دفع، ومبالغ مالية بالعملة الأجنبية، جميعها تؤكد أن الخديعة كانت مهنته الأساسية. 

 

الأرقام تكشف الحقيقة


بحسب الضبطيات الأخيرة، تم الكشف عن عشرات القضايا المماثلة في الفترة الأخيرة، المثير للاهتمام أن الضحايا ليسوا فقط من البسطاء، بل يمتدون إلى أصحاب مشاريع صغيرة وحتى مثقفين انجرفوا وراء بريق الربح السريع.

الإحصائيات تكشف أن خسائر المواطنين في هذه العمليات تجاوزت ملايين الجنيهات، بينما يقبع النصابون وراء القضبان بعد أن عاثوا فسادًا في أحلام الأبرياء.

الوعي سلاح


وسط هذا السيل من الاحتيال، تبدو الثقافة والوعي هما الحصن الوحيد الذي يمكن أن يقي الناس شر هذه الجرائم، لا شيء مجاني في هذا العالم، والأرباح الخيالية التي تأتي بسهولة لا بد أن يكون خلفها فخ محكم.

على المواطنين أن يتعلموا ألا يضعوا أموالهم بين أيدي الغرباء، وألا يثقوا بوعود براقة لا يدعمها دليل منطقي، المؤسسات المالية الرسمية وحدها هي الضمان الحقيقي لأي استثمار.


هل نتعلم؟


النصب باسم التسوق الإلكتروني ليس سوى صفحة جديدة في كتاب طويل من الجرائم التي تحركها الأطماع، قد تتغير الوسائل، وقد تتطور الأدوات، لكن الدرس يظل واحدًا: الحذر ثم الحذر.

إن أحلام الثراء السريع قد تبدو مغرية، لكنها قد تكون الجسر إلى الهاوية، فهل سنكرر الأخطاء، أم سنختار طريق الوعي والإدراك؟


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة