لا أحد يستطيع أن يزايد أو ينكر دور مصر في دعم القضية الفلسطينية منذ بدء الصراع وحتى الآن، وهذا ليس فضلا وإنما لإيمانها أن هناك التزاما دينيا وأخلاقيا وقوميا بالدعم والمساندة، واسألوا التاريخ والحاضر؟
تاريخيا، من ينكر أن مصر حملت مشعل القضية على مدار 76 عامًا عاشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، ودافعت وضحت بكل شيء حتى بالدم ودخلت حروبا وتحملت أعباء حروب من أجلها ومن أجل موقفها.
أما في الحاضر، فمن ينكر حتى قبل عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، دور مصر ودعمها على كل المسارات في ظل الجمهورية الجديدة، والتي ظهرت بقوة من الأيام الأولى للرئيس السيسى من توليه السلطة والجهود التي بذلتها لمصر لوقف العدوان على غزة في يوليو 2014، وقرارها خلال شهر رمضان في عام 2018 بفتح معبر رفح طوال الشهر الكريم، وكذلك خلال الفترة من 11 إلى 21 مايو 2021، ودورها فياتفاق التهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس"، وهو ما تكلل لاتفاق وقف إطلاق النار بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي آنذاك.
ومن ينسى قرار الرئيس السيسي بتخصيص 500 مليون دولار من أجل عملية إعادة إعمار غزة وقتها بعد الدمار الذي لحق بالقطاع نتيجة العدوان الإسرائيلى، خلاف حرصها الدائم على عقد المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتفويت الفرصة على المجتمع الدولى من التنصل بمسئولياته تجاه دعم القضية، والعمل على أن تكون هناك وحدة فلسطينية واصطفاف فلسطيني لمجابهة العدو الذى يعمل على سياسة "فرق تسد"، ونموذجا اجتماعات شهر يوليو عام 2023 في مدينة العلمين، والذى ترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" آنذاك.
أما عن دور مصر والدعم والمساندة والموقف في ظل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فلا مزايدة عليه على الإطلاق، فهى أول من أعلنت موقفها القاطع ورفضها تصفية القضية وكشف مخططات العدو من خلال السعي نحو تهجير الفلسطينيين، وهى من دعت العالم وعقدت قمة القاهرة للسلام بعد 24 ساعة من الأزمة، وهى من فعلت الدبلوماسية الرئاسية فتحدث الرئيس مع دول وزعماء العالم واستقبل الجميع وشرح في كل محفل دولى وعند كل فرصة وأثناء كل لقاء القضية الفلسطينية، إضافة إلى مسار الدعم الإنسانى من خلال تجهيز مطار العريش والميناء لاستقبال أي مساعدة دولية، وتحمل 80 % من المساعدات التي دخلت للقطاع، خلاف دورها في الوساطة والجهود التي بذلت ولا تزال من أجل اتفاق ينهى الحرب، والأهم قدرتها في تحقيق الردع الاستراتيجي والاتزان الاستراتيجي من خلال وحدتها الوطنية وقدرتها العسكرية ليبقى الصراع في دائرته وعدم اتساعه.
ونكرر أن هذا ليس تفضلا، وإنما حق وواجب تجاه القضية الفلسطينية، بل التزامٌ دينيٌّ وأخلاقيٌّ وتاريخيٌّ باعتبار أن القضية الفلسطينية رمز لكرامة الأمة العربية والإسلامية، لذا، فليس أمام الفلسطينيين والعرب والأمة الإسلامية إلا توحِّد صفوفَها، وتجاوز خلافاتها، لنصرة القضية ووضعها في الصدارة لتستعيد هويتها وعزتها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة