المرأة "ظالمة ومظلومة وشريكة في الجريمة".. النساء يشاركن في تسويق أمثلة شعبية تكرس صورة سلبية للمرأة.. والجمال وإنجاب الصبيان معيار التفوق.. و"أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط" أمثلة ترجح كفة الرجال

السبت، 30 نوفمبر 2024 07:00 م
المرأة "ظالمة ومظلومة وشريكة في الجريمة".. النساء يشاركن في تسويق أمثلة شعبية تكرس صورة سلبية للمرأة.. والجمال وإنجاب الصبيان معيار التفوق.. و"أم البنت مسنودة بخيط وأم الولد مسنودة بحيط" أمثلة ترجح كفة الرجال مثال شعبى
كتبت - سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر الأمثال الشعبية جزءًا أساسيًا من التراث الثقافى والاجتماعى فى مختلف المجتمعات، فهى لا تقتصر على كونها حكايات قصيرة أو قول مأثور، بل تمثل خلاصة تجارب الإنسان وعلاقاته مع محيطه على مر العصور.

وفى المجتمع المصرى، تستمر الأمثال الشعبية فى لعب دورٍ حيوى فى نقل القيم الاجتماعية من جيل إلى جيل، وخاصة فيما يتعلق بمكانة المرأة، تظل هذه الأمثال وسيلة فعّالة لإيصال مفاهيم اجتماعية وثقافية قد تكون أحيانًا موروثة، وأحيانًا أخرى قد تكون محورية لتشكيل كيفية رؤية المرأة فى المجتمع.

من خلال دراسة ثقافية للأمثال الشعبية المتعلقة بالمرأة رصدت أ.د.ثناء الكيلانى، أستاذ اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس صورة المرأة المصرية فى الأمثال الشعبية، وكذلك دور المرأة نفسها فى تسويق المثل الشعبى وتسويق صورتها داخله بطريق مباشر أو غير مباشر، وأشارت إلى أنه رغم دور المرأة الكبير فى تسويق المثل الشعبى وتكريسه، تشارك مع ذلك فى تكريس صورة سلبية عن المرأة تصل إلى حد التحقير.

البنت مش زى الولد

ورصدت الدراسة العديد من الأمثال الشعبية التى تقارن بين الرجل والمرأة أو الذكر والأنثى، وتميل دائمًا فى كفة الرجل دون أى معايير منطقية، منها «الولد لو قد المفتاح يعمل الدار مصباح، والبنت لو قد المخدة تنزل زى الهدة» و»أم البنت مسنودة بخيط، وأم الولد مسنودة بحيط» و"إن مات أخوك انكسر ضهرك، وإن ماتت أختك انستر عرضك" ومثل آخر يحمل نفس المعنى «لما قالوا ده ولد اتشد ضهرى واتسند، واما قالوا دى بنية انهدت الحيطة عليّ» والمثل الأشهر «يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات».

سيدة تتحدث لأخرى
سيدة تتحدث لأخرى

الجمال سلاح

نوع آخر من المفاضلة والمقارنات انطوت عليه الأمثال الشعبية، فالنساء اللائى هن أقل من الرجال فى كثير من الأمثال الشعبية، لسن متساويات بينهن، فالمرأة الجميلة لها مكانة أعلى، فتقول الأمثال «اللى ما يغليها جلدها ما يغليها ولدها» و«الوحشة فى بيت أبوها تترد» كما يتفاوتن بناء على معايير الجمال التى وثقتها الأمثال الشعبية أيضًا لعل أبرزها بياض البشرة و«يا ريتنى بيضة ولى ضب والله البياض عند الرجال يتحب.. ياريتنى بيضة ولى عرقوب والله البياض عند الرجال مرغوب»، و«يا واخد السود يا مقضى الزمان حزين ضيعت مالك فى خُنفس وجالوص طين» و«الطول على الحور، والتخن ع الجميز»، ولكن فى الوقت نفسه تحذر الأمثال الشعبية من الجمال كسلاح فتاك وخطير على الرجال وقد يدفعهم إلى خسارة كل ما لديهم فى سبيله «يا واخد البيضة يا مقضى الزمان فرحان ضيعت مالك على جوهر وعود ريحان» و"اللى بده الملاح يبيع سلاح».

اختزال قيمة المرأة

فى مقابل الأمثال الشعبية التى تعلى من قيمة المرأة بناء على معايير الجمال التى تتبناها وحسب، هناك أمثال أخرى تحصر المرأة فى قالب الأعمال المنزلية وتضع لها معايير فى ذلك، فيجب أن تكون مدبرة وموفرة وماهرة قادرة على إنجاز المطلوب بأقل الإمكانيات ولا تطلب مساعدة من أحد حتى تكاد تكون قادرة على إنجاز المستحيل «الشاطرة تقول للفرن قود من غير وقود» و«الشاطرة تغزل برجل حمار» أو «الشاطرة تقضى حاجتها والخايبة تنده جارتها».
وتقلل أمثال أخرى من أى إنجاز للمرأة بعيدًا عن العمل المنزلى فيقول أحد الأمثال «المرة لو طلعت المريخ آخرتها الطبيخ» وهى الفكرة التى لا تزال مكرسة حتى الآن رغم كل ما حققته المرأة، ويتداولها الشباب ساخرين بالرد على أى فتاة تقتحم مجالات عمل غير تقليدية بأنها يجب أن تذهب إلى المطبخ.

لوحة فنية منتشرة على السوشيال ميديا
لوحة فنية منتشرة على السوشيال ميديا

المرأة شريك فى الجريمة

أخيرًا تشير الدراسة إلى أن المرأة تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز الثقافة الذكورية المرتبطة بالأمثال الشعبية، لأنها ترى فى الرجل الحامى والداعم لها، والمكمل لنواقصها كما تفرضها الأعراف الثقافية، لذا، قد تقبل بظلم رجلها بدلاً من مواجهة ظلم المجتمع أو اضطهاده، فى بعض الأحيان، تُضطر المرأة إلى البحث عن «الفارس أو البطل» الذى تتخيله عبر هذه الأمثال، مما يعزز صورة الرجل القوى الذى تعتمد عليه، لذلك نجد الأمثال «المرة بلا رجال زى البستان بلا سياج» «المرة بنص عقل» «الزوايا للولايا ما يجيبها إلا رجالها».










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة