تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر اللبنانى الكبير سعيد عقل، الذى ولد عام 1912 فى مدينة زحلة البقاعية، وتوفى عام 2014 عن عمر ناهز 102 عاما مخلفا وراءه الكثير من الجدل فى موقفه من القومية العربية ومن اللغة العربية ومن القضية الفلسطينية.
كما خلف سعيد عقل وراءه عددا من الأغنيات التى تغنت بها جارة القمر فيروز منها (ردنى إلى بلادى، بحبك ما بعرف، سائلينى، من روابينا القمر). لكن تظل أغنية (زهرة المدائن) حائرة هل كتبها سعيد عقل أم أنها كلمات الأخوين رحبانى؟
كثير من المواقع على إنترنت تضع أغنية زهرة المدائن تحت اسم سعيد عقل، مع أن المعروف لدى معظم محبى هذه الأغنية أنها من تأليف وتلحين الأخوين رحباني، عقب حرب هزيمة 1967، لكن بالبحث وجدت صعوبة إلى تأكيد معلومة أن سعيد عقل هو مؤلف (زهرة المدائن) وربما أشار إلى ذلك الكاتب محمود الزيباوى فى (المدن) يقول إنه فى عام 1966 نشرت الصحافة نشيدا نظمه سعيد عقل، مطلعه "نحن على الأبواب فلتفتج الأبواب/ ترنو إلى أصحابها وتومئ الهضاب"، وقالت الصحف إن الأخوين رحبانى يلحنانه لتنشده فيروز، غير أن هذه الأغنية الموعودة لم تبصر النور.
وأضاف (الزيباوي) أنه فى 17 أغسطس، افتتح الأخوان رحبانى مهرجان الأرز بقصيدة "مهداة الى القدس" عنوانها "زهرة المدائن"، كما جاء فى كتيّب العرض، حققت الأغنية نجاحا كبيرا، وبُثّت مصورة على شاشات السينما فى وصلة مستقلة من إخراج هنرى بركات عند عرض فيلم "سفر برلك"، وفى رسالة موجهة إلى وزارة الثقافة المصرية، عبّر رجاء النقاش عن إعجابه الشديد بهذه الأغنية المصورة فى مجلة "الكواكب"، ودعا إلى عرضها "فى جميع دور السينما، ولمدة تمكّن جميع المواطنين من مشاهدتها".
وتابع (الزيباوى) إنه فى نهاية العام، أعيد تصوير "زهرة المدائن" فى سهرة تلفزيونية جمعت بين أغانى الميلاد وأغانى القدس، وقدّمها سعيد عقل بنص قال فيه: "القدس الليلة موجعة. وحدها نسمات الأرز ستقصد إليها بدلا مني، لكننى سأناديها من بعيد. سأقول كم أحبّها وكم أنا لوجعها موجع، وكم أودّ لو تتحوّل شعاف الصخور من بلادى إلى درع تقيها الغوائل، الليلة لا أملك إلا هذا يا قدس. لكنّى أؤمن بأن صوتا من عندنا سيصل إلى ربوعك، ويقول لك حبّى ذاك الذى يحاول أن يُعزّى ويتلفّظ بالأمل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة