217 عاما مرت على قدوم الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر والشام، ورغم ذلك مازالت تدهشنا فى وقائعها، بدءا من مقاومة المصريين لها وإجبارها على الرحيل بعد ثلاثة أعوام من قدومها (-1798 1801)، وطريقة نابليون فى إدارة حكم مصر، و موقفه من الإسلام وممارساته فى التعامل معه كدين ومع شيوخه وقتئذ، مما يثير فضول البعض فى البحث عما إذا كان هذا القائد الأسطورى فى التاريخ الإنسانى كان يتمسح فى الإسلام لأجل تنفيذ مشروعه الاستعمارى للشرق، أم أنه كان معجبا بحق بهذا الدين؟
وفى هذا السياق يأتى كتاب «بونابرت بين الإسلام والدولة اليهودية» الصادر عن قطاع الثقافة بـ«أخبار اليوم»، وهو الكتاب الثالث فى سلسلة إصدارات «القطاع» الذى يشرف عليه الكاتب المبدع «عزت القمحاوى»، وبقدر تميز هذه السلسة فى قطعها «الصغير» الذى يجعلها «كتاب جيب»، بقدر تميزها فى اختيار موضوعاتها وعناوينها، فإصدارها الأول كان من «أدب السيرة» بعنوان مذكرات «لبيرم التونسى»، والثانى كان من «أدب الرواية» بعنوان «خريف البطريرك» للأديب العالمى ماركيز، أما آخر إصدار وهو الثالث «بونابرت بين الإسلام والدولة اليهودية»، فينتمى إلى الفكر السياسى، وهو عبارة عن محاضرة ألقاها المؤرخ الفرنسى هنرى لورانس، مساء الأربعاء 7 مايو 1997 فى المركز الثقافى الفرنسى بالمنيرة بعنوان «بونابرت والإسلام»، ترجمة بشير السباعى، والذى لم يكتف بالترجمة، بل كتب وجهة نظره فى فصول قصيرة صغيرة، خصوصا فيما يتعلق بوقوع البعض فى فخ تصديق البيان المزعوم الذى خاطب به نابليون اليهود، يحثهم فيه على بناء دولتهم فى فلسطين.
يتحدث لورانس عن مواقف بونابرت من الإسلام وتصوره له، وكما يقول بشير السباعى: «يبرز خاصية مهمة من خصائص البونابرتية هى المناورة بين مختلف الأديان والأيدلوجيات، وذلك بقدر إلحاح الحاجة إلى مثل هذه المناورة»، ويدلل المؤلف على ذلك بنصوص قالها بونابرت عن الإسلام أثناء الحملة، ومقتطفات من مذكراته التى أملاها أثناء فترة نفيه.
يقول لورانس: «كل شىء موجود عنده، سياسة مراعاة تجاه المؤسسات الإسلامية، ربط السلطات الأهلية بالسيطرة الفرنسية فى إطار احترام دقيق لسلطاتها، تكوين مدينة أوربية قرب المدينة الأهلية».
وللحديث بقية..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة