جمال أسعد

أهلاً رمضان

الثلاثاء، 23 يونيو 2015 10:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام والمسلمون المصريون بل كل المصريين بل وكل العرب والمسلمين بل العالم كله بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم. فشهر رمضان هو شهر الصيام للمسلمين، أى أنه مناسبة دينية إسلامية، فالصيام هو أحد الفرائض الأساسية للدين الإسلامى، ولذا فهو من هذه الزاوية يخص المسلمين عقيدياً، ولكن من زوايا كثيرة أخرى هو أصبح بمناخه وعاداته وتقاليده المصرية شهرا يخص كل المصريين. وهنا مربط الفرس فى تكوين الشخصية الحضارية المصرية تلك الشخصية التى حافظت وما زالت على الهوية المصرية التى تميز مصر والمصريين عن أى مكان آخر وعن أى شعب آخر.

هذه الشخصية الحضارية هى نتاج تراكم حقبات تاريخية عبر التاريخ المصرى الطويل والعريق منذ الحقبة الفرعونية - اليونانية - الرومانية ثم القبطية وأخيراً الإسلامية. ولأن مصر هى هاضمة للحضارات ومقبرة للغزاة فقد تعاملت واستوعبت وهضمت تلك الحضارات وأصبحت جزءا متراكما من الحضارة والثقافة والهوية المصرية التى هى المكون للضمير الجمعى المصرى لكل المصريين عدا القلة المتشنجة والمتطرفة والتى لا تعى الوطن ولا تدرى الوطنية ولا تعرف الانتماء. فهؤلاء لا يعرفون غير ذواتهم التى تشكلت نتاج ثقافة بدوية وافدة تم ربطها بالدين والدين أجلُ وأكبر وأعمق من أى ثقافة. ولذا فكل مصرى يحب وطنه وينتمى إليه يحمل هذه الحقبات المتراكمة داخله بصورة أو بأخرى.
ولما كانت الحضارة الإسلامية هى الحضارة المعيشة حتى الآن منذ ما يقرب من 1500 عام لذا فهذه الحضارة بعاداتها وتقاليدها وتاريخها وثقافتها هى ملك لكل المصريين، ولذا يصبح شهر رمضان يخص المسلمين عقيدةً ويخص كل المصريين حضارةً. وهذا هو تأثير وعمق الهوية المصرية فى إطارها المعيش ولذا تجاوزت كل التحديات التى تحاول هدمها والقضاء عليها سواء من جانب السلفيين أعداء الحضارات أو من جانب المسيحيين المتطرفين والمنغلقين على الحقبة الفرعونية والقبطية، ولذا يصبح شهر رمضان وشم النسيم مثلاً، وبالتقاء وتوافق وتشارك كل المصريين فى الاحتفال بهما، أحد مظاهر الهوية المصرية المعاشة.
وإذا كنا نتحدث عن المظاهر الاجتماعية والاحتفالية بشهر رمضان،فهذا مظهر خارجى، والأهم والأعمق منه هو الوصول برمضان إلى مقصده الروحى والإيمانى العميق بعيداً عن التدين الشكلى الذى يجتاح ويسيطر على الجميع مسلمين ومسيحيين. فكل الأديان حتى عُباد النار لديهم الصلاة والصوم والزكاة، ولكن القيمة الأهم هى كيف تكون ممارستنا لفرائض الدين جوهرية لا شكلية «الإيمان ما وقر فى القلب وصدقة العمل»، «إيمان بدون أعمال إيمان ميت» فلنصم ونصل ونعمل وننتج لأن الوطن يحتاجنا. وأهلاً رمضان وكل عام ومصر والمصريون بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة